اختيار الموقع وطرق مستعملة فيه

salima السبت يوليو 02, 2011 2:30 pm

يعتبر قرار الموقع أحد القرارات الإستراتيجية التي تتخذها إدارة المنشأة سواءا في المؤسسة الصناعية أو الخدمية حيث أنه يؤثر على المدى الطويل و تصعب عملية نقله من مكان إلى آخر لكبر التكاليف الإضافية ……… إلخ .
كما ترجع أهميته لتأثيره في ممارسة بعض وظائف الإنتاج و التسويق والنقل والتخزين فهو الذي يتحكم في تكلفة نقل المواد الأولية و تكلفة التشغيل اليومية بحيث مثلا :تضطر المنشأة في المناطق النائية دفع أجور ومرتبات عالية والإعتماد على شبكة نقل كثيفة وكبيرة التكاليف .
وعادة عندما تقرر المؤسسة أن تتوسع يكون أمامها الإختيار بين بديلين :
التوسع إلى جوار الموقع الحالي أو إضافة فرع أخر في موقع جديد وقد يكون هناك العديد من البدائل وقد يكون الدافع من وراء ذلك ارتفاع تكلفة اليد العاملة في أحد المناطق مثلما وقع في أحد مصانع الولايات المتحدة الأمريكية بالشمال لإنخفاض التكلفة .
المبحث الأول : أهمية قرار الموقع وما يؤثر فيه و بدائله .
المطلب الأول : طبيعة أهمية قرار الموقع .
تحتاج الإدارة لإتخاذ قرار الموقع عند الحالات الآتية
- عند بداية ممارسة نشاطها لأول مرة .
- الرغبة في إنشاء موقع بديل للموقع الحالي .
- الرغبة في إنشاء موقع جديد إضافة للموقع الحالي .
يحتل قرار الموقع أهمية خاصة لأنه ينطوي على إنفاق ضخم واستثمارات كبيرة تمثل تكاليف كبيرة يصعب إستردادها أو التراجع عنها في الأجل القصير .
وعليه يوجد سببان رئيسيان يبرران أهمية إتخاذ قرار الموقع الذي يعتبر جزء مهم ومكمل لتصميم النظام الإنتاجي :
1/ يترتب على قرار الموقع إلتزامات طويلة الأجل ويصعب فيها تصحيح و معالجة الخطأ.
2/ تؤثر قرارات الموقع على الإحتياحات الرأسمالية و تكاليف التشغيل و الإيرادات و العمليات .
فعلى سبيل المثال في حالة الإختيار البيئي للموقع ربما يترتب على ذلك إرتفاع تكاليف النقل وحدوث العجز في العمالة المدربة وفقدان الميزة التنافسية وعدم كفاية الإمدادات من المادة الأولية الخام أو أسباب أخرى مماثلة بالتطبيق على العمليات وبالنسبة للخدمات يترتب على الإختيار البيئي للموقع فقدان العمال أو إرتفاع التكاليف الخاصة بالتشغيل.
كما يمتد تأثير قرار الموقع سواءا بالإيجاب أو بالسلب على فاعلية الأداء في المجالات الوظيفية الأخرى كالتوظيف والتمويل والموارد البشرية حيث يؤثر على تكاليف التخزين والنقل والإعلان والهيكل التمويلي بالإضافة إلى تكاليف الحصول على تدريب
وتنمية المورد البشري .
المطلب الثاني : العوامل المؤثرة في موقع المشروع.
1/ المادة الخام ومستلزمات الإنتاج :وهو هام جدا لمؤسسة صناعية لأن المادة الخام تمثل تكلفة مرتفعة من إجمالي التكاليف ونأخذ مثالا عن الصناعات الغذائية حيث تمثل تكلفة المواد 60 % من إجمالي تكلفة الإنتاج وتزداد أهمية المادة عند زيادة تكلفة نقلها ومثال ذلك إقتراب مصانع الأثاث من المستهلك النهائي وليس القرب من الغابات والأشجار أما بالنسبة للمناجم من الأفضل أن تكون عملية إستخراج الذهب وتحويله إلى سبائك بالقرب من مناجم الذهب لتقليل تكاليف نقل الذهب .
مثال : صناعة وتعليب المواد الغذائية وما ينتج من خسائر وتلف للمواد الغذائية أدي لجعل الموقع أكثر قربا من الأماكن المتواجدة بها المواد الغذائية " المزارع و الغابات " وذلك لتجنب التكاليف والخسائر التي تلحق المنتجات من عمليات النقل والشحن والتخزين .
2/ العمــا له : ونقصد بها توفر الأعداد اللازمة من التخصصات و المهارة والكفاءة المطلوبة وأجور معينة
التي تحتاج إلى أعداد كبيرة من العمال مثل الغزل والنسيج وعادة ما يتواجد هذا النوع من الصناعات في المناطق التي تحتوي على أعداد كبيرة من اليد العاملة " تايوان ، كوريا والصين ، مصر …" مما دفع بالو. م . أ إلى اكتساح مجال الألبسة ذات الشهرة وبوفرة لكي تحقق وفرة في العمالة بغرض إنخفاض الأجور وكذا إنشاء مصانع الحواسيب التي تحتاج عدد قليل من العمالة ولكن المتخصصة فقط ، أما الذي هو منتشر حاليا إنشاء المشاريع في الأماكن التي تقل فيها الحركات العمالية والنقابية وقلة التدخل الحكومي في شؤون العمال لتفادي المشاكل والإحتجاجات والإضرابات .
3/ المنافذ ومواقع الأسواق :تحاول المؤسسات الخدمية الحرص على التواجد بالقرب من المستهلك كالمطاعم والبنوك والفنادق وكما تعتبر المؤسسة التجارية تواجدها في أماكن التجمعات السكانية أحد الميزات التنافسية التي تعتمد عليها .
قبل إختيار الموقع لابد من دراسة الظرف التنافسية للموقع فقد لا يحتمل المكان إضافة مطعم جديد لكثرة تواجد المطاعم في نفس المنطقة .
4/ مصادر الطاقة والمياه :يعد توفر المياه والطاقة أساسيين لبعض الصناعات الغذائية والكيمياوية وفي بعض الأحيان لابد من أن يكون موقع المصنع قريب من مصادر الطاقة لتسهيل العملية التصنيعية مثل مصانع الألمنيوم تحتاج إلي مصادر طاقة كهربائية مرتفعة وكبيرة .
5/ العوامل الشخصية : التي تنبع من رغبات أصحاب المشروع وميولا تهم الشخصية كإختيار موقع المصنع بالقرب من منازلهم أو الأماكن التي يكونون لهم إرتباط عاطفي بها كأن نختار الموقع في الأغواط لإرتباطه بها منذ الصغر .
6/ درجة التشجيع الحكومي :ونقصد اختيار الوقع في المناطق التي تخضع لمعدلات ضريبية منخفضة وعادة ما تكون في المناطق النائية أو المناطق قليلة النشاط الإقتصادي وذلك لعدة عوامل أهمها :
- الإعفاء الضريبي .
- بيع الأراضي بأسعار منخفضة .
- إنشاء مناطق حرة في بعض مناطق الدولة .
- الإعفاء من قيود التوظيف وقوانين العمل السائدة .
- عدم وجود قيود على تحويل الأرباح.
/ العوامل الإجتماعية : التي تعتبر من أهم العوامل والتي تأثر في قرار إختيار الموقع ونركز في إختيارنا على المناطق الفقيرة بهدف رفع المستوى المعيشي للأفراد كما هو الحال لمصانع الزيتون و التمر والصوف في منطقة القبائل كما قد نتبع مناطق الإصلاح الزراعي وكذا المناطق التي تتواجد بها عدد كبير من العمالة القادرة والراغبة في العمل .
المطلب الثالث : البدائل الإستراتيجية عند التخطيط للموقع .
وتتلخص في أربع بدائل :
1/ التوسع في الموقع الحالي :
وعادة ما يتخذ في حالة وجود مساحة كافية للتوسع وخاصة إذا كان الموقع يتميز بصفات وخصائص مرغوب فيها وملائمة لايمكن توفرها في موقع آخر وفي مثل هذه الحالة تكون تكاليف التوسع أقل بكثير من أي بديل آخر .
2/ إضافة موقع جديد مع الإحتفاظ بالموقع القديم : وهذا ماحدث في العديد من متاجر التجزئة ويجب دراسة ومعرفة تأثير هذا القرار على النظام ككل ، فعلى سبيل المثال في حالة فتح محل تجاري يترتب سحب أو خسارة عملاء وقد يعتبر هدا القرار خطة إستراتيجية دفاعية وذلك بمنع دخول منافسين جدد للسوق وغرض المحافظة على الحصة السوقية .
3/ الإستغناء عن موقع والتحول إلى موقع جديد :يجب على المؤسسة مقارنة تكاليف التحرك والمنافع الناتجة عنها مقارنة مع تكاليف ومنافع البقاء في الموقع الحالي وهناك عدة أسباب للتحول أي عند حدوث تغيرات في الأسواق ونفاذ المواد الخام المعتمد عليها في التصنيع وخاصة المواد الطبيعية وتكلفة العمليات .
4عدم القيام بأي شيء " الثبات " :قد ينتج عن عدم تحقيق البدائل السابقة لأي تحسن أو أنها تزيد في التكاليف وهو ما يدعو إلى الإستقرار والبقاء على الحالة نفسها وهو ما يدعى ايظا بإستراتيجية الجمود على الأقل في الوقت الراهن .